Esta página utiliza cookies para mejorar su experiencia. Si continúa utilizando este sitio asumiremos que está de acuerdo.

الترجمة واللغة والثقافة من منظور المناهج الترجمية ذات المنحى الثقافي بقلم: إدريس ولد الحاج

الترجمة واللغة والثقافة

 من منظور المناهج الترجمية ذات المنحى الثقافي

بقلم: إدريس ولد الحاج    تشكل الترجمة الثقافية، والأدبية منها على الخصوص، مجالا مفعما بالإشكاليات النظرية والتطبيقية، بالنظر لما يعرضه نسيج النص الأدبي من مضامين بالغة التعقيد تتراوح بين اللساني المحض، من تركيب ودلالة ومعجم وبلاغة وأسلوب، والثقافي العام، من خصوصيات تعبيرية ثقافية ومسكوكات ومحتوايات ذات طبيعة أنثروبولوجية وسوسيولسانية، إلى جانب مسائل الإيقاع والنبرة والأبعاد السيكولوجية، وما إلى ذلك من مضامين ثاوية في شكل الخطاب ومضمونه، والتي يُرجى أن ينقلها المترجم من لغة إلى أخرى، دون نقصان أو زيادة، مع الحفاظ على أدبية النص وخصوصياته الجمالية. وتأطيرا منّا لهذه الإشكالية، ورفعا لبعض جوانب اللبس المحيط بحيثيات التناول الترجمي في بعده القرائي والتعبيري، نعرض بعض المقدمات النظرية التي نعتقد أن من شأنها إنارة الطريق للقارئ والمهتمّ والناقد، حتى يأخذوا علما بأهم المقولات النظرية التي تعالج قضايا الترجمة الثقافية عموما، والأدبية منها على الخصوص، ويلقوا نظرة ولو موجزة على بعض أرجاء مطبخ المترجم وهو يقوم بعمله، فيكون تقييمهم لعمله أكثر موضوعية

1. الترجمة بين المفهوم النسبي والمفهوم الكوني للغة

1.1. مبدأ النسبية اللغوية أو استحالة الترجمة:

1.1.1. فرضية «سابير ـ وورف»

   في مجال علم الأنتروبولوجيا المعرفية وتطبيقاتها على اللسانيات، نعتبر فرضية الباحثَين إدوارد سابير Edward Sapir وتلميذه بينجامان لي وُورف Benjamin Lee Worf مدخلا مثاليا لمعالجة مسائل الترجمة الثقافية عموما، والأدبية منها على الخصوص. فبحسب هذه الفرضية،  ثمة علاقة وطيدة بين عناصر التركيب المختلفة التي يستعملها متكلّمٌ ما في لغة معيّنة، وبين الكيفية التي ينظر بها الأخير إلى العالم ويتمثله. لقد شكلت هذه النظرية، الموسومة عالميا بـ «مبدأ النسبية اللغوية (م.ن.ل) «Relativité Linguistique) (PRL : Principe de ، مرحلة بالغة الأهمية في النقاش الدائر حول مسألة تأثر الثقافة باللغةِ التي تصفُها أو عدمِه، وهي نظرية تضم فرضيتين مختلفتين.  فرضية قويّة تَرى أن عناصر التركيب المختلفة التي يستعملها متكلّمٌ وحيدُ اللغة تحدّ من تمثلاته المعرفية وتُحدّد بقوّة كيفية تمثلِه واستبطانه للعالم المحيط به وطريقة تصنيفه له؛ أي أن اللغة والحالة هذه تطبع بقوّة فكر المتكلّم، أما الفرضية الضعيفة فتذهب إلى أن تأثير اللغة على المتكلم يقتصر على الفكر واتخاذ القرارات فقط، وبذلك فاللغة تؤثر في تمثله للواقع في بعده الدلالي كحدّ أدنى. هذا يعني إمكانية وجود اختلافات إحصائية بالغة الدلالة حول الطريقة التي يباشِرُ النظرُ بها متكلِّمان يتحدثان لغتين مختلفتين إلى قضاياهما وكيفية معالجتهما لها.

   لقد قادت هذه الاعتبارات كلّا من سابير و وُورف إلى الجزم بأن كل لغة من اللغات هي في الواقع تمثّلٌ رمزيٌّ للواقع  المحسوس، ممّا يعني أن تصوّر مجموعة بشرية للعالم هو نتاج لبنية لغتها التي تتحدث بها، ويندرج هذا التصور تحت مسمّى «الحتمية اللغوية«، ولهُ تبعاتٌ مباشرة على عمليّة النقل من لغة إلى أخرى، لأنه يعني ضمن ما يعنيه، «استحالة الترجمة«.

2.1. مبدأ الكونية اللغوية أو إمكانية الترجمة:

2.1. 2. «النحو التحويلي التوليدي» و»مشروع نيدا»

   في مقابل حتمية الاستحالة التي ذهبت إليها نظرية «النسبية اللغوية» ظهرت نظريات أخرى دافعت عن إمكانية الترجمة وحِجِّيتها نذكر من بين أهمها نظرية «كونية اللغات«، والتي تقول بوجود بنية كونية للغات البشرية، وتبشّر بالتالي بإمكانية فعل الترجمة رغم الاختلافات البيّنة على مستوى  البنيات السطحية لهذه اللغات.

   وكنتيجة للجدل المحتدم حول إمكانية وجود بنية لغوية كونية أو عدمها، برز للوجود تيّاران بخصوص فعل الترجمة. فإذا كانت نظرية «كونية اللغات» تدافع عن وجود بنية كونية محايثة لجميع اللغات البشرية، وأن الاختلافات بين هذه الأخيرة ما هي إلّا تمايزات سطحية، وأن عملية الترجمة «هي تجاوز للفوارق السطحية للغات بهدف إبراز المبادئ الأنطولوجية الأساسية التي هي مشتركةٌ ومتقاسَمةٌ في نهاية التحليل» (Steiner, G. 1980  [1975]: 95)، فإن النظرية المعاكسة، التي تمتح من فلسفة «الجوهر الفرد»، فتذهب إلى أن الترجمة «لا تعدو كونها مجموعةً من المواضعات المتعارف عليها والتقابلات التقريبية، أيْ مشروعَ إعادةِ صياغةٍ هي بالكاد مستساغة إذا تعلّق الأمر بلغتين أو ثقافتين تجمعهما قواسم مشتركة، بيد أنها تصير صياغة فاضحة في زيفها عند النقل بين لغتين متباعدتين وحساسيتين مختلفتين ومتنافرتين» (Steiner, G. 1980 [1975]: 95 – 96).

   بيد أن تمرينا ترجميا بسيطا يثبتُ  بما لا يدع مجالا للشك أن نقل أي نوع من الفكر من لغة إلى أخرى مغايرة هي عملية ممكنة. فلقد سبق لِـ فون همبولت W. von Humboldt  أن لاحظ، وهو مبتكر الفرضية المشهورة تحت مسمّى «سابير ـ وورف«، أن كل لغة من اللغات، «ومهما بلغت درجة «بدائيتها»، بإمكانها التعبير عن أي نوع من الفكر أو الأفكار، ولو بنوع من الصعوبة»:

«إن التجربة في مجال الترجمة بين لغات مختلفة، وفي استخدام لغات صعبة المراس أو غير عالمة من أجل تلقين أكثر العقائد خصوصية لدى ديانة تبشيرية معينة (كما هو الحال في ترجمة الكتاب المقدّس)، تعطي الدليل، ولو بدرجات متفاوتة في نسبة النجاح، على إمكانية التعبير عن أي مجموعة من الأفكار في أي لغة من اللغات».

( in. Kutschera 1979:331, cit. Casado Velarde, 1988: 57)[1]

   ومع ظهور نموذج النحو التوليدي التحويلي، تأكد بشكل نهائي المنظورُ الكوني للغة، بعد التمييز السديد الذي رسّخه نوعام تشومسكي بين «البنية السطحية» الظاهرة و «البنية العميقة» الكامنة، ودَفْعِهِ بكونية هذه الأخيرة. أما أوجين نيدا Eugene Nida، فاقترح نموذجا استلهمه من نظرية تشومسكي اللسانية، وطبّقه على الترجمة، فبات يشكّل أحد أهم النظريات في هذا المجال، خصوصا وأنه مدّد البنية العميقة للغات لتشمل الدلالة بدل الاقتصار على التركيب. فانطلاقا من نظرية تشومكسي القائلة بأن تحت كل بنية سطحية تكمن بنية عميقة هي أكثر اكتمالا، اقترح نيدا تصوّرا ترجميا يعتمدُ على تحليل البنية العميقة للغة، لأن إنجاز هذه العملية يُمَكِّنُ المترجم مِن العثور على المقابِلات الخارجية (البنية السطحية) بين اللغتين والثقافتين اللتين يشتغل عليهما.

collage of pictures showing different people, autism, psychiatric patients, in the style of colorful cubism, symmetrical chaos, detailed character illustrations, humanity s struggle, cartoonish chaos, illustration, human connections, –ar 3:2 –style raw –stylize 250 –v 6

ب- إدراك الواقع من خلال مُرَشِّحَات الثقافة واللغة

1. مُرشِّحات كاتان

   من بين القواسم المشتركة بين الثقافة واللغة عملُ كليهما كمُرَشِّحَيْن لإدراك الواقع. فما يوجد موضوعيا في العالم الخارجي يصل إلى الإدراك البشري من خلال مجموعة من المُرشِّحات التي تفرضها حدودنا الثقافية والفردية. في هذا الصدد يحدّد ديفيد كاتان David Katan أربع مُرشِّحات مختلفة:

  1. المرشّح السيكولوجي: وهو مرشِّح كوني له علاقة بحدود قدرات البشر الجسدية، لأن لهذه الأخيرة أثر في إدراك الإنسان للواقع إدراكا مشروطا (نحن مثلا لا نسمع بنفس الدرجة التي تسمع بها الحيوانات، ولا نبصر في الظلام).
    1. مرشِّح الخبرة الاجتماعية والثقافية: يشرح كاتان هذا المرشِّح بقوله إنه رغم أن لكل شخص إدراكا مختلفا للواقع، إلّا أن هذا الاختلاف ليس مسألة عرضية، ويضرب مثلا عن  ذلك بجولة في الغابة تقوم بها مجموعة من الحطّابين.  لاشك أن أفراد هذه المجموعة سيتشاطرون إدراكا متطابقا بخصوص ما يشاهدونه ويشعرون به؛ ولو أن الجولة قامت بها مجموعة من حماة البيئة، فالتطابق نفسه سيصدق على مشاهداتهم وأحاسيسهم، غير أن طريقة إدراك هؤلاء ستكون مختلفة جدّا عن طريقة إدراك مجموعة الحطّابين. فالاختلاف في الانطباعات والنظر بين المجموعتين يرجع إلى أن كلتي المجموعتين تختاران ما تريدان رؤيته وسماعه والإحساس به بحسب حاجة الإدراك عند كل منهما، وحاجة الإدراك هذه لا تحدّدها الوسيلة.
    1. المرشِّح الشخصي: يُدمِج كاتان في هذا المرشِّح طرائق إدراك الواقع الخارجي الخاصة بكل إنسان فرد، سواء منها المرتبطة بخصائصه الوراثية، أو المتعلّقة بمعيشه وتجربته الحياتية الخاصة.
    1. مرشِّح اللغة: للغة تأثير كبير على تفكيرنا، وبذلك فهي تحدّد طريقة إدراكنا للعالم، وهذا الإدراكٌ نحصل على جزء هامٍّ منه من خلال ما نسمعه ونقرأه.

2. أثر الصورة الذهنية على الإدراك وتمثّل المعنى

   بإجرائهم لتجربةٍ أثبتوا من خلالها أثر اللغة على الإدراك البصري، وضع ثلاثة علماءِ نفسٍ أمريكيين، وهم على التوالي كارمكايل، هوغان، و والتر (CARMICHAEL, L., HOGAN, H. P., & WALTER. 1932. 63-75)  حجر الأساس لنظرية مفادها أن للصور الذهنية تأثيرا على طريقة إدراكنا لما نشاهده. اعتمدت التجربة على توزيع مجموعة من الرسومات البسيطة والمبهمة على ثلاث مجموعات من الأشخاص، وكان من بين الأشكال المعروضة رسمٌ لدائرتين متصلتين بخط مستقيم، وأوحِيَ لإحدى المجموعات أن الأمر يتعلق بنظارتين، وللمجوعة الثانية أنه متعلّق بكفّتي ميزان بينما لم يوحَ لأعضاء المجموعة الثالثة بأي شيء، ثم طُلِب من أفراد المجموعات أن يرسموا ما سمعوه. كانت النتيجة أن كل أفراد المجموعة الأولى رسموا دائرتين تامّتين، بينما رسم أعضاء المجموعة الثانية دائرتين مسطحتين نسبيا، ممّا أثبت للباحثين أن لِصورِنا الذهنية المسبقة تأثير واضح في طريقة إدراكنا. ويشير كاتان بهذا الخصوص إلى أن آخر الدراسات التي سارت على هذا النهج  (سبيربر Sperber، ويلسونWilson، براونBrown ، يول Yule ، و بينكرPinker ) خلصت إلى أننا نفسّر الواقع وفقا لتجاربَ لنا مشابهةً عشناها سابقا، وبالتالي فإننا نتوقّع من الأشياء والوقائع أن تتوافق مع تجاربنا السابقة تلك، ومؤدّى ذلك أن المعنى تحدِّدُه بشكل كبيرٍ صُوَرُنا الذهنية.

   إن للأثر الذي تحدثه الثقافة واللغة على إدراكنا للواقع أهمّية كبيرة في النقاش الدائر حول الترجمة وعلمها، وفي الواقع، يؤثر هذان العاملان (الثقافة واللغة) تأثيرا كبيرا في استيعابنا للعالم والتعبير عنه، ثم في نقلنا للنصوص التي تصف هذا العالم إلى لغات أخرى، علما أن التعبير عن العالم بواسطة اللغة يحمل في حد ذاته قدرا كبيرا من التشويه أو التزييف المرتبط بالهوّة التي تفصل بين اللغة («المُؤَدْلَجة» تلقائيا بفعل الثقافة) وبين العالم، فما بالك بنقل هذا العالم، «المشوّهِ» أصلا بفعل اللغة والثقافة، إلى لغات وثقافات جديدة ! إذن فكل هذا يلقي بثقل كبير ومسؤولية جسيمة على المترجم، لأن عمله يقتضي نقل الواقع المكتوب بلغة تنتمي لثقافة معيّنة، بما لها وما عليها، إلى لغة أخرى وثقافة أخرى مغايرتين و، بالتالي، فالمترجم مطالب بمواجهة ذلك التحريف التلقائي الذي تُلحِقُه كل لغة وثقافة بالواقع، وبخصوص المقاربات العملية التي يعالج بها المترجِمُ هذا التحريف وتلك الهوّة المفتوحة ما بين اللغتين اللتين يشتغل عليهما، فإن مسوغاتها النظرية لا تخرج في الغالب الأعم عن مقولات «كونية اللغة» و»النحو التوليدي التحويلي» ونموذج «أوجين نيدا»، باعتبارها مرتكزات أساسية.

3. الجذور الثقافية للفروقات الدلالية

   إن التمييز بين اللغة والمفهوم والواقع يشكل الأساس الذي ينبني عليه التفكير بخصوص العلاقة التي تربط اللغة بالثقافة؛ وهو تمييزٌ تم تأصيله في الفكر الكلاسيكي ولم يفقد راهنيته في الفكر المعاصر و، بحسب كاسادو بيلاردي Casado Velarde، من المكن صياغته على النحو التالي:

إن الكلمات علاماتٌ تصف ما هو معروف، وما هو معروف هو تمثيلٌ تشبيهي للأشياء، بحيث أن الكلمات تشير إلى الواقع بواسطة المفاهيم. إذن فالمفاهيم علاماتٌ للأشياء المعروفة، وهي تتشكّل تلقائيا كلّما اخترق الذكاء الأشياء التي تُعرضُ على الحواس. وبالنتيجة، فإن اللغة الطبيعية تعكس الأشياء كما هي، لكن فقط في حدود معرفتنا بها: «إننا نسمّي الأشياء بحسب معرفتنا بها«.

(Tomás de Aquino, Summa Theologica, I, q. 13, a. 6. Cit. in Casado Velarde.1988: 112)

على المنوال نفسه، يقدّم برترند بامييس Bertrand Pamies رأيا مماثلا صاغه على النحو التالي:

«إن واحدا من العوامل التي تُبرزُ التداخل بين الثقافي والمعجمي هو إمكانية إنتاج أو فهم تعابير مجازية صيغت بفعل الامتداد، انطلاقا من كلمات مدلولُها هو نفسه رمز في ثقافة المجموعة التي ينتمي إليها».

(Bertrand Pamies. 2008)

   إذن فكلّ القرائن تؤكد أن الأهمية التي تعطيها مجموعة بشرية لمظهرٍ معيّن من الواقع تنعكس في لغتها. بهذا الخصوص، وفي إحالة منه على إدوارد سابير، يذهب  كاسادو بيلاردي إلى أن وفرة أو قلة التمييزات الدلالية «هي انعكاسٌ لوجود أو غياب مصالح وحاجيات وحساسيات مجموعة بشرية معينةٍ في مجال معيّن من مجالات الواقع» (Sapir 1949: 90. Cit.in .Casado Velarde 1988: 68).

   هكذا، فأَنْ تُميّزَ اللغةُ الأيسلندية بين درجات عديدة من اللون الأبيض، وأنْ تبدع اللغة العربية عشرات المرادفات لكلمة «أسد» مثلا، فذلك نابعٌ من حاجةٍ فَرَضَها المجال المحيط الطبيعي الخاص بِكِلْتَي الثقافتين؛ ثم إن استعمال المفردة نفسها للإشارة إلى الأخ وابن العم، إضافة إلى التمييز بين الأعمام الذين يصغرون الأب والذين يكبرونه في لغات شمال الهند، ووجود مفردتين مختلفتين للإشارة إلى أخ الأب والأم وأختهما (خال/خالة ـ عم/عمّة) في اللغة العربية، هي معطيات تعكس مصالح أو حاجيات ملحّة عند مجموعة تتكلّم لغة معيّنة. ويشرح كاسادو بيلاردي ذلك بقوله: «تحقيقا لمصالح ونشاطات مجموعة معيّنة، فإن المواضيع التي تحظى بالتفضيل لديها تنحو إلى استجلاب عدد أكبر من المرادفات» (Casado Velarde.1988: 68)، ويقدّم بيلاردي كأمثلة عن ذلك الملحمة الشعرية الأنجليزية بيوولف Beowulf، حيث يظهر ثلاثة وثلاثون مرادفا لكلمة «بطل» أو «أمير» وما يقرب من إثني عشر لمفردة «معركة».

   كخلاصة، نعتقد أن الإلمام بهذه الأسس النظرية من شأنه أن يُنسِّب أحكامَ «الخيانة»، جميلها وقبيحها، والتي يتحمّل وزرها المترجم في سعيه الحثيث إلى نقل جمال النص الأدبي وروحه، علما أن عمله يبقى جهدا بشريا يتقاطع في خصوصياته مع عملية إبداع النص الأصلي في لغته الأصلية، حيث قد يضطر الأديب نفسه للمراجعة والتعديل واستبدال لفظة أو صياغة معينة بأخرى ما دام نصه لم ينشر بعد، دون أن يكون تصرفه ذاك ممّا يعاب أو يلام عليه، لأنه، بمرور الزمن، تكتسي النصوص الأدبية ضربا من القداسة وكأنها أعمال غير بشرية، ممّا يؤدي إلى تلغيم التعامل معها ترجميا، ويفسِّر مقاربة «الخيانة والتخوين» اللذين ارتبط بهما منذ القدم عمل المترجمين، مع أنه حكم قاسٍ إن تأملنا حيثيات نشوئه واستحضرنا إكراهات مطبخ الترجمة والمقولات النظرية المعروضة أعلاه، لخلصنا إلا أن ما يبدو خيانة عند بعض المتتبعين، إنما تحتّمه في الواقع ضرورة «الوفاء» لأدبية النص وروحه الإبداعية، باعتبار الأدب من الفنون الجميلة. 

المراجع:

  • MARTÍNEZ, L.M. 2001. Análisis descriptivo de la traducción de los culturemas árabe-español. https://dialnet.unirioja.es/servlet/tesis?codigo=4972. Consultado  el 06/07/2024.
  • LUQUE NADAL, L.  Los culturemas: ¿unidades lingüísticas, ideológicas o culturales? http://elies.rediris.es/Language_Design/LD11/LD11-05-Lucia.pdf   – Consultado el 06/07/2024
  • PAMIES, B. 2008. (Cit. In. Nadal, L.L. 2009. op.cit)
  • CASADO, V. 1988: 68. (Cit. In. Martínez, L.M. 2001. op.cit)
  • SAPIR, E.  1949: 90. Cit.in .Casado Velarde 1988: 68. (Cit. In. Martínez, L.M. 2001. Op.cit)
  • TOMÁS DE AQUINO, Summa Theologica, I, q. 13, a. 6. Cit. in Casado Velarde.1988: 112. (Cit. In. Martínez, L.M. 2001. Op. cit)
  • CARMICHAEL, L., HOGAN, H. P., & WALTER, A. A. An experimental study of the effect of language on the reproduction of visually perceived form. J. exp. Psychol., 1932, 15, 73-86. (Cit. In. Martínez, L.M. 2001. Op. cit)
  • STEINER, G. 1980  [1975]:  95 (Cit. In. Martínez, L.M. 2001: 30. Op. cit)

[1]


Descubre más desde Isidora Cultural

Suscríbete y recibe las últimas entradas en tu correo electrónico.

Related Posts

«Moulay Ismaíl: sultán constructor de Meknes

por Rosa amor del Olmo Moulay Ismaíl Ibn Sharif (árabe: مولاي إسماعيل بن الشريف, c. 1645 – 22 de marzo de 1727) fue sultán de Marruecos desde 1672 hasta 1727,…

Read more

فلاش سطات: جسور التعليم

Flash Sattat tiende puentesen el primer encuentro internacional sobre la enseñanza del idioma españolen la región de Casablanca-Settat فلاش سطات تمدّ الجسور في الملتقى الدولي الأول حول تدريس اللغة الإسبانية…

Read more

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *

Los textos de Opinión

El «gran hermano» del registro de viajeros

El «gran hermano» del registro de viajeros

¿Por qué es necesaria la socialdemocracia?: la vigencia del estado del bienestar, por Eduardo Montagut

¿Por qué es necesaria la socialdemocracia?: la vigencia del estado del bienestar, por Eduardo Montagut

Las críticas veladas de «Au moulin de la galette», un oleo sobre lienzo de Ramón Casas (1866-1932)

Las críticas veladas de «Au moulin de la galette», un oleo sobre lienzo de Ramón Casas (1866-1932)

Contracaras: los peligros de la psicología positiva

Contracaras: los peligros de la psicología positiva

Fraseología y código restringido: pilares en el dominio del español

Fraseología y código restringido: pilares en el dominio del español

Temu y el desafío ético: cumplimiento de los derechos del consumidor en grandes plataformas digitales

Temu y el desafío ético: cumplimiento de los derechos del consumidor en grandes plataformas digitales

El universo del Principito, una reflexión sobre la odisea espiritual del migrante, por Rosa Amor

El universo del Principito, una reflexión sobre la odisea espiritual del migrante, por Rosa Amor

Amnesia, por Rosa Amor

Amnesia, por Rosa Amor

¿Para qué sirve el patriotismo en España?

¿Para qué sirve el patriotismo en España?

IA y el futuro del trabajo: navegando entre la promesa de progreso y el desafío de la equidad

IA y el futuro del trabajo: navegando entre la promesa de progreso y el desafío de la equidad

Los días cotidianos, el fígaro aniquilador, vericuetos, por Rosa Amor del Olmo

Los días cotidianos, el fígaro aniquilador, vericuetos, por Rosa Amor del Olmo

¿Quién es hoy samaritano y quién judío?, por Rosa Amor

¿Quién es hoy samaritano y quién judío?, por Rosa Amor

Descubre más desde Isidora Cultural

Suscríbete ahora para seguir leyendo y obtener acceso al archivo completo.

Seguir leyendo

Esta página utiliza cookies para mejorar su experiencia. Si continúa utilizando este sitio asumiremos que está de acuerdo.